vendredi 20 janvier 2012

الإتجاه في علم النفس

إن اختلاف علماء النفس الاجتماعي في تعريفاتهم للاتجاهات تكشف عن اختلاف وجهات النظر العديدة إزاء موضوع الاتجاهات، ونعرض فيما يلي أهم هذه التعريفات.
* يرى ترستون: "أن اهتمام الفرد وقلقه اتجاه أي موضوع محدد، يعبر عن اتجاهه نحو هذا الموضوع".
بمعنى أنه عندما يصب الفرد اهتمامه نحو موضوع ما ويشعر بقلق اتجاهه فإن ذلك يدل على أنه كون اتجاه نحو ذلك الموضوع.
* ويتفق عدد كبير من الباحثين على تعريف اتجاه الفرد بأنه " مفهوم يعبر عن نسق أو تنظيم لمشاعر الشخص ومعارفه وسلوكه أي استعداده للقيام بأعمال معينة، ويتمثل في درجات من القبول والرفض لموضوعات الاتجاه".
وهذا يعني أن الاتجاهات تتسم بنوع من التفضيل، أي تفضيل أو عدم تفضيل لعدد كبير من الموضوعات.
* أما ألبورت " Allport " فيعرف الاتجاه بأنه حالة من التهيؤ والتأهب العقلي العصبي التي تنظمها الخبرة، بحيث تستطيع حالة التأهب من توجيه استجابات الفرد للمثيرات تتضمنها مواقف البيئة".
وواضح أن حالة التأهب العقلي العصبي قد تكون لحظية أي قصيرة المدى، وقد تكون بعيدة المدى من حيث الناحية الزمنية ففي حالة تكون لحظية تنتج عن تفاعل الفرد وعناصر البيئة تفاعلا مؤقتا، ومثال ذلك اتجاه الجائع نحو الطعام في لحظة إحساسه بالجوع، وهنا يصبح التأهب مؤقتا لأنه سوف ينتهي بمجرد أن يشعر الفرد الجائع بالشبع وفي الحالة الثانية حيث تكون حالة التأهب والتهيؤ بعيدة المدى، فإنها تكون حصيلة تفاعل دائم ومستمر مع هذه العناصر فاتجاه الفرد نحو صديق له ثابت نسبيا لا يتأثر بالمثيرات العابرة.
* أما " بوجاردوس " فيرى الاتجاه النفسي بأنه "ميل الفرد الذي ينحو سلوكه اتجاه البيئة الخارجية قريبا فيها أو بعيدا أهمها متأثرا في ذلك بالمعايير الموجبة أو السالبة التي تفرضها البيئة".
وبذلك نجد الاتجاه النفسي عند " بوجاردوس " هو حصيلة ضغط البيئة المادية والاجتماعية والبشرية على الفرد وذلك عن طريق المعايير والعادات والتقاليد التي تمثل هذه القوى وهذه الضغوط التي تستخدمها البيئة في التأثير على فرد ما.
- أما " شيف " فيعرف الاتجاه على أنه مركب من الأحاسيس والرغبات والمعتقدات، والميول التي كونت نمط مميز للقيام بعمل ما، أو الاستجابة نحو موقف محدد بفضل الخبرات السابقة المتنوعة.
- أما " توماس " يقول: أن الاتجاه هو موقف الفرد اتجاه إحدى القيم أو المعايير السائدة في البيئة الاجتماعية، فموقف الفرد من قيمة الصدق أو الأمانة هو اتجاه موقفه من معيار الحلال أو الحرام هو اتجاه أيضا.
ونلاحظ في هذا التعريف أن " توماس " فرق بين الاتجاه والقيمة، وكذا بين الاتجاه والمعيار، ولكنه وضح الاتجاه في موقف المتغير التابع، بمعنى أنه لا يمكن للاتجاه أن يوجد إلا إذا كانت هناك قيمة، وكان هناك معيار، وبذلك فهو يقدم القيمة والمعيار على الاتجاه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire