mercredi 1 février 2012

الغضب و سلوك الأطفال

ينتج غضبنا عادة من تفسيرنا أو تأويلنا لسلوك الطفل وليس نتيجة السلوك ذاته. فعندما يغض أب من طفله ربما يكون لكل من الأب والطفل رؤى أو تفسيرات مختلفة لنفس السلوك. علي سبيل المثال " كان لسهير ابنه اسمها أمل عمرها خمس سنوات وكانت تلبسها ملابس جديدة لاصطحابها لزيارة إحدى صديقتها التي لم تراها منذ سنوات. وصديقتها هذه سيدة أنيقة جدًا وترتدي ملابس أفخر الملابس وتبدو عادة في أبهى صورة وأرادت سهير أن تبدو ابنتها في أجمل صورة وبعد أن فرغت سهير من تهيئة ابنتها توجهت إلي غرفتها لترتدي ملابسها فتوجهت أمل إلي باب الشقة وخرجت مسرعة إلي الشارع ومعها صندوق مملوء بالرمل لتعلب به وكان الجو ممطرًا وعاصفًا. فأسرعت سهير ونادت علي ابنتها فحضرت أمل وقد أصبحت ملابسها شديدة الاتساخ ويعلو شعرها الرمل ويلطخ الطين جميع جسدها. فجذبتها الأم من شعرها وصاحت في وجهها بأعلى صوت وباستياء شديد لماذا نزلت إلي الشارع‍!! انظري إلي نفسك!!! أنت قذر!!! انظري إلي حذائك!!! آه لقد اتسخت كل ملابسك البيضاء الجميلة!!! أنت عارفه كل حاجة!!! أنت تتعمدي إغاظتي!!! أنت تريدين إحراجي أمام صديقتي!!!.

لقد فسرت الأم سلوك ابنتها بأنه انحراف سلوكي متعمد أو مقصود فقد شعرت أن ابنتها تعمدت تلطيخ ملابسها. علي الرغم من تأكيد كل أعضاء أسرة هذه الأم علي ضرورة أن يكون الأطفال في أحسن صورة ويرتدون أجمل الملابس وأن يكونون في حالة من النظافة التامة وتتوقع هذه الأم أن يكون لدي صديقتها نفس التصورات أو الاعتقادات.
    
بينما لو نظرنا إلي الابنة أمل علي الجانب الآخر لوجدنا أن لها أسباب مختلفة أدت إلي أن تصبح هيئتها علي النحو التي هي عليه. إنها تحب اللعب في الرمل وقد راودتها فكرة اللعب خارج المنزل من أول النهار. صحيح أخبرتها أمها أن الدنيا تمطر ولكن بعد أن ارتدت الابنة ملابسها لاحظت أن الشمس ساطعة فنسيت ببساطة كلام أمها ونسيت تحذيراتها نعم نسيت فذهبت مسرعة إلي الخارج هكذا بتلقائية وعفوية وقبل كل ذلك فقد رأت الابنة أن أمهما مشغولة وبالتالي شعرت الابنة بضرورة فعل عمل ما إلي أن تفرغ أمها مما تقوم به. فكان صندوق الرمل جاهز وهي تحب اللعب به لتشكيل جبال وطرق ومن الطبيعي أن تبلل الرمل. وعندما سمعت صوت أمها الغاضب ارتعبت ولم تفهم لماذا أمها مستاءة منها.

   
ما نريد أن نقوله أن الآباء/المعلمين غالبًا ما يسيئون تفسير سوء تصرفات أبنائهم/تلاميذهم. ووفقًا لما تراه جان نيلسون  فإن الأبناء/التلاميذ يسيئون التصرف بسبب:
(1) 
احتياجاهم إلي الانتباه وأن يهتم بهم الآخرون.
(2) 
عندما يحتاجون إلي القوة أو كوسيلة لإثبات قوتهم
(3) 
سعيهم إلي الانتقام أو الثأر.
(4) 
عندما يجبرون علي التوقف عن نشاط أو لعب يحبونه.

وبسبب عدم تقدير الآباء/المعلمين لوجهة نظر الطفل الذي يسيء التصرف تؤسس استجاباتهم أو ردود أفعالهم نحوه علي المعتقدات التالية:-
(
أ‌) إذا سعي الطفل إلي جذب الانتباه يتصور الآباء/المعلمون أنه يحاول مضايقتهم أو إزعاجهم.
(
ب)إذا احتاج الطفل إلي القوة أو أراد أن يثبت قوته يشعر الآباء/المعلمون بأنه يهددهم أو يثيرهم.
  (
ج)إذا سعي الطفل إلي الانتقام يشعر الآباء/المعلمون أنه سيؤذيهم أو يهينهم.
   (
د)إذا قاوم أو رفض الطفل التوقف عن اللعب أو عن نشاط ما يشعر الآباء/المعلمون بأنهم عاجزون عن ضبط الطفل وتأديبه.
وتؤدي صور عدم الفهم هذه المتعلقة بأسباب سوء التصرف لدي الطفل إلي تصعيد الغضب لدي كل من الأطفال والآباء/المعلمين في نفس الوقت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire