vendredi 3 février 2012

ما هو تعريف الغضب في علم النفس؟

       كلنا يعرف ماذا يقصد بانفعال الغضب. ومن منا لم يعايش هذا الانفعال!!! بل من منا لم يسيطر عليه الغضب في بعض المواقف وفقد معه تبصره بعواقب أفعاله!!!!! الغضب انفعال إنساني عادي، طبيعي، بل انفعال صحي في الكثير من الحالات. ولكن عندما يصبح انفعال الغضب خارج إطار القدرة علي ضبطه أو السيطرة عليه وبالتالي تحوله إلي أداة تدمير هنا فقط يقال أن الغضب انفعال سلبي مدمر يوقع الإنسان في الكثير من المشاكل التي قد لا يجد لنفسه خلاصاً منها: مشكلات في العمل؛ مشكلات حادة في العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين؛ ومشكلات في نوعية وجودة الحياة بشكل عام.بل قد يجعل الغضب الإنسان أسيراً لحالة انفعالية يتعذر التنبوء بعواقبها. وعليه يستهدف من هذه الوحدة مساعدتك في تفهم وضبط الغضب.

وقد يكون من المفيد للتوصل إلي تعريف الغضب أن نعرض العناصر التالية:
(1) طبيعة الغضب: الغضب حالة انفعالية تختلف في شدتها من مجرد التوتر أو التهيج البسيط إلي الاهتياج والثورة الانفعالية الشديدة التي تتعطل معها العمليات المعرفية المرتبطة بمعالجة وتجهيز المعلومات وبالتالي التصرف دونما استبصار بعواقب السلوك. والغضب مثله مثل الانفعالات الأخرى يقترن بالعديد من التغييرات الفسيولوجية والبيولوجية، فعندما يغضب الإنسان تزداد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم وتتغير كيمياء الدم بزيادة مستويات بعض الهرمونات في الدم مثل هرمون الأدرينالين والنيوادرينالين. ويمكن أن ينتج الغضب من كل من الأحداث الداخلية والخارجية. فقد يغضب الإنسان من زميل عمل أو رئيس العمل، أو قد يغضب من حدث ما مثل إشارة المرور، انقطاع التيار الكهربي 00000 الخ. وقد يغضب الإنسان من انشغاله أو قلقه علي مشكلاته الشخصية.بل قد تثير ذكريات الأحداث الصادمة والخبرات السلبية مشاعر الغضب.

(2) التعبير عن الغضب: يعد التصرف بطريقة عدوانية الاستجابة الطبيعية لسيطرة انفعال الغضب علي الإنسان.والغضب استجابة تكيفيه طبيعية للتهديد . ويزود الغضب الإنسان بطاقة انفعالية غالباً ذات توجه عدواني في إطار سيطرة نوعية من المشاعر السلبية تدفع سلوكيات الإنسان باتجاه الشجار والدفاع عن النفس عندما يعتدي عليه. وبالتالي فإن كمية معقولة من الغضب في بعض المواقف مطلوبة لاستمرار حياتنا.
  
    علي الجانب الآخر لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نترك الغضب يعبر عنه كيفما اتفق فمهما كانت شدة الغضب لا يحق الاعتداء أو الهجوم البدني مثلاً علي شخص دائم الإزعاج والمضايقة لنا ومعلوم أن القوانين والمعايير الاجتماعية والذوق أو الحس الإنساني العام يضع حدوداً للمدى الذي يمكن أن يأخذنا إليه الغضب.
ويحدث الغضب بمستويات متعددة:-
(1) خيبة الأمل. حدوث شيء ما غير متوافق مع توقعاتك ولا يلبي احتياجاتك.
(2) الكدر والضيق الانفعالي. ويتضمن الشعور بالاستياء والغيظ أو السخط.
(3) الإحباط. ويتضمن الشعور بعدم الأمن أو عدم الرضا بسبب وجود مشكلة لم تحل أو عقبة تحول دون تحقيق هدف ما
  (4) الغضب. ويتضمن شعور قوي بالاستياء والانزعاج والعداء.
(5)الثورة الانفعالية. وهنا يفقد المرء السيطرة علي انفعالاته ومشاعره.
 
أوهام عن الغضب:  -
(1) إذا لم تعبر عن غضبك بصورة صريحة مباشرة، فليس لديك مشكلة مع الغضب.
(2) إذا تجاهلت مشاعر غضبك ومشاعر استيائك، ستتلاشى بالتدريج كأنها لم تكن.
(3) من غير المقبول أن تغضب.
(4) أنت تكون وديعًا طول الوقت (لعبة الشهيد أو الضحية) ولا تعبر عن غضبك أمرًا لن يترتب عليه ضررًا بك.
(5) ستسوء علاقاتك الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين إذا عبرت عن غضبك واستياءك.

يمثل كل ما تقدم أوهام أو خرافات لا صحة لها في الوقع. صحيح يعاني الكثير من صعوبات في التعبير بطرق سوية عن مشاعر أو انفعال الغضب. وتتأثر طريقة تعبير /عدم تعبيرنا عن الغضب بالكثير من العوامل منها الخلفية الثقافية والأسرية ومعايير الناس المحيطون بنا. ولنعلم أنه لا يوجد في الواقع ما يعرف بعدم التعبير عن مشاعر أو انفعال الغضب فهذه خرافة الخرافات الغضب يعبر عنه في كل الأحوال ولكن بطرق مختلفة بعضها سوي والكثير منها شاذ أو مضر. ومن الطرق غير السوية أو غير الصحية للتعبير عن مشاعر أو انفعال الغضب ما يلي:
* الإنكار. أن تتجاهل ما تراه، ما تخافه منه، وما تشعر به من حولك.
* الهدوء/السكينة/السلام بأي ثمن. وتتضمن هذه الطريقة الانسحاب والتوقف عن مواجهة الحدث أو المثير المنشط لانفعال أو مشاعر الغضب.
* جمع المظالم أو الشكاوى. متابعة وتلمس كل ما يوحي بالتعرض للظلم واستمراء لعب دور الضحية أو الشهيد.
* السلوك السلبي أو العدواني. التكشير، التندر والسخرية والاستهزاء، العناد والإصرار، الإرجاء أو التأجيل، التأخر وترك الموقف يمر ثم التعبير بعد ذلك عن الغضب في موقف قد يكون من غير المناسب التعبير فيه عن الغضب، تخليق الإحساس بالذنب.
* التصلب والتعصب. ويتضمن كره جماعة أخرى من الناس.
* كل شيء علي ما يرام (كله كويس). أن يظهر المرء اللطف والود مهما كان ما يحدث ومهما كان ما يتعرض له

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire