vendredi 3 février 2012

الخارطة في الذهن ليست هي الموقع

إن مما يندهش له الفرد هو اختلاف وجهات النظر في الموضوع الواحد لذلك تجد العديد من الأفراد يحملون وجهات نظر وتصورات متنوعة  بل ومتباينة عن موضوع واحد . بل أن الشخص الواحد منا قد يحصل له ذلك . وفي هذا الوضع يقول الشاعر :
                       وتعظم في عين الصغير صغارها
                       وتصغر في عين العظيم العظائم
إن هذا  البيت الشعري يوضح أن القضية الواحدة قد يراها البعض صغيرة وتافهة لا تحتاج  لجهد وعناء في حين أن نفس الموضوع يراه أخر بأنه مصيبة قد حلت عليه ولن يستطيع مواجهتها والوقوف في وجهها .
 وتقول القاعدة الأصولية الفقهية ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) إن التصور هو السبب في اختلاف التصرف . ونرى ذلك جلياً في الفرد المصاب بعمى الألوان حيث لا يرى الألوان على حقيقتها بل يراها بناء على نظامه الداخلي في التلوين لذلك تختلف تصرفات الأفراد باختلاف تصوراتهم بل أن  أحدنا إذا نظر إلى أي حدث أو موضوع . أو حتى شخص محدد ثم أغمض عينيه هل يمكن لهذا الفرد أن يتذكر كل تفاصيل الحدث أو الموضوع أو الشخص 100% ؟ طبعاً لا  . سوف يقوم الفرد يتذكر عناصر محددة بناء على اختياره الشخصي الواعي لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ما في العقل هو 100% كما هي الحقيقة . إن كل ما في عقولنا هو مجرد  أجزاء من الحقيقة بل أن هذه الأجزاء هي مجرد كلمات وصور بمشاعر لأجزاء من الحقيقة التي نواجهها والتي اخترنا نحن أجزاء منها فقط لذلك فإن الذي في ذهننا ليس هو الواقع بل هو مجرد خارطة ذهنية .
  إن نظرة الإنسان للأمور من حوله تختلف من وقت لأخر . 
 المهم في الأمر أن ما يعترك في ذهننا من وجهات نظر وتصورات فإننا نحن الذين بنيناها ورسمناها في عقولنا وليس الواقع هو الذي رسمه
 الفرد يستجيب بداية بدوافع داخلية تدفعه للتحرك نحو نشاط محدد إلا أن العوامل الخارجية لها  قوة  وسطوة على الفرد هذه الإثارة يكون سببها قوة  الآخر في جذب وإثارة الانتباه  ذلك أن عوامل الإغراء كالدعاية والإعلان وطرق العرض تؤثر في المستقبل ، هنا يكون الانتباه سببه قوة الآخر في العرض ولإثارة  الانتباه .
  ولكن رغم هذه القوة الخارجية للإثارة والإعلان والدعاية فإن المعلومة حتى تصل إلى الدماغ  فإنها تمر عبر مرشحات عديدة في الدماغ لذلك يصل الأمر في نهايته رسم وصياغة وصناعة فردية للمعلومة التي يتم تشكيلها نهاية في الدماغ .
 أنت وحدك الذي صنعت الصورة الذهنية النهائية التي في دماغك 

 لذلك فإن المعلومة التي استقبلناها وتسجلت في الحواس من الخارج بسبب الإثارة فإنها قد انتقلت إلى داخل الإنسان وأصبحت صورة ذهنية عبر مرشحات عديدة الإنسان يملكها .
  لذلك فهناك بوابة واحدة هي الحواس . ثم مرشحان اثنان ثم عوامل تفاعل ثلاثة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire